سنكسار 16 يناير 2015 . سنكسار 8 طوبه 1731

سنكسار 1731 طوبه 8
نياحة البابا بنيامين الأول البطريرك الثامن والثلاثين من بطاركة الكرازة المرقسية.

وفيه أيضاً من سنة 378 للشهداء ( 662م ) تنيَّح البابا بنيامين الأول البطريرك الثامن والثلاثون من بطاركة الكرازة المرقسية. وُلِدَ هذا الأب ببلدة بيرشوط ( بيرشوط: هي بلدة كفر مساعد التابعة لإيتاى البارود بمحافظة البحيرة) من أبوين مسيحيين غنيين فربيّاه تربية مسيحية ولما كبر ترَّهب عند ناسك قديس يُدعى ثاؤنا بدير القديس قبريوس غربيّ الإسكندرية فنما في الفضيلة ودراسة الكتب المقدسة. ورأى في رؤيا ملاكاً يُخبره أنه سيرعى قطيع السيد المسيح فأعلم أباه الروحي بالرؤيا فنصحه وحذَّره من الكبرياء ومن حرب العدو الشيطان وازداد في النسك والصلاة. ولظروف معينة اضطر الناسك القديس ثاؤنا أن ينزل إلى الإسكندرية فأخذ معه تلميذه بنيامين وهناك ذهبا ليتباركا من البابا حيث روى له ما رآه بنيامين فأعجب به البابا واستبقاه معه ليساعده في العمل الرعوي.

ولما تنيَّح البابا أندرونيقوس اختاروا القس بنيامين بالإجماع بطريركاً ورُسم يوم 9 طوبه سنة 339 للشهداء ( 623م ).

نال هذا الأب شدائد كثيرة من المقوقس، الوالي والبطريرك الخلقيدوني في نفس الوقت، وبإرشاد إلهي هرب البابا إلى برية شيهيت ورأى بنفسه ما حلَّ بالبرية من خراب على أيدي الفُرس. ثم انطلق من شيهيت إلى الصعيد حيث عاش في أحد الأديرة وكَتَب من هناك رسائل باباوية يثبِّت فيها الشعب على الإيمان واحتمال الآلام وظَلَّ هناك ثلاث عشرة سنة.

عاد البابا بنيامين إلى مقر كرسيه بعد أن وصلته رسالة أمان من عمرو بن العاص واستلم منه أيضاً رأس القديس مار مرقس الرسول التي كان قد سرقها أحد البحَّارة.

واهتم البابا بافتقاد شعبه وتعمير الأديرة والكنائس التي تهدَّمت. ولما كانت الكنيسة المَلَكيّضة الخلقيدونية قد أدخلت بعض التعاليم الغريبة في الأرثوذكسية، اهتم هذا البابا بتوضيح العقيدة السليمة فرجع الكثيرون إلى حضن الكنيسة وأعلنوا توبتهم فقبلهم. واهتم أيضاً بالرعاية فرسم أساقفة وكهنة. وأراد الله أن يريحه من أتعاب هذا العالم فتنيَّح بسلام.

بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.