تامل من لوقا 13 ++ القمص تادرس يعقوب
مثل الخميرة والعجين
يشبه عمله الإلهي في حياة قطيعه الجديد بالخميرة الصغيرة القادرة أن تغير طبيعة العجين كله، قائلًا: "بماذا أشبه ملكوت الله؟ يشبه خميرة أخذتها امرأة وخبأتها في ثلاثة أكيال دقيق حتى اختمر الجميع"
من هي المرأة إلا جسد الرب؟ وما هي الخميرة إلا الإنجيل؟ وما هي الثلاثة أكيال إلا كل الأمم الذين جاءوا من أبناء نوح الثلاثة؟
الثلاثة أكيال دقيق التي تحدَّث عنها الرب هي الجنس البشري. تذكر الطوفان، إذ لم يبقَ سوى ثلاثة، فمنهم جاء كل البشر. كان لنوح ثلاثة أبناء بهم تجدد الجنس البشري.
المرأة التي خبأت الخميرة هي الحكمة.
ها العالم كله يصرخ في كنيسة الله: "قد عرفت أن الرب عظيم" (مز 135: 5)، لكن دون شك قليلون هم الذين يخلصون... جاهد أن تدخل من الباب الضيق (لو 13: 24)... خلاله قليلون يستطيعون الدخول منه ++ القديس اغسطينوس
يليق بنا أن نفهم المرأة أنها النفس، وأما الثلاثة أكيال فهي جوانبها الثلاثة: العقل، العواطف، الرغبات.إن أخفى إنسان كلمة الله في هذه الثلاثة جوانب، يصير كل ما فيه روحيًا، فلا يدخل في حوار بعقله ولا بغضبه أو رغبته، إذ يتغير الكل بلا حدود ويتشكل حسب كلمة الله. ++الأب ثيؤفلاكتيوس
يقدَّم لنا القديس أمبروسيوس في تعليقاته على إنجيل لوقا عدة تفاسير لهذا المثل كانت منتشرة في عصره، نذكر منها:
أ. يرى البعض أن السيِّد المسيح نفسه هو "الخميرة"، الذي تقدَّمه الكنيسة - المرأة هنا - ليخمرنا نحن الدقيق بفضيلته، فنحمل سماته فينا... جاء كلمة الله متجسدًا يحمل طبعنا البشري، لكن بقوَّة لاهوته يعمل فينا، لا ليغير منظرنا الخارجي المجرد بل طبيعتنا الداخليَّة، إذ يقول: [الخميرة تغيّر طبيعة الدقيق وليس مجرد مظهره هكذا يعمل المسيح فينا.
إن كانت هذه المرأة (لو 13: 20-21) تشير إلى الكنيسة المقدَّسة، فنحن دقيق الكنيسة، يجب أن يختفي الرب في أعماق نفوسنا لنقبل حقيقة الحكمة السماويَّة في داخلنا.
ب. يرى البعض أن الثلاثة أكيال دقيق التي تقبلت الخميرة تشير إلى الناموس والأنبياء والإنجيل، حيث كان المسيح مختفيا خلال رموز الناموس ونبوات الأنبياء وظاهرًا خلال كرازة الإنجيل.. هكذا يليق بالمؤمن أن يحمل في قلبه هذه الأكيال الثلاثة ليتكشف مسيحه في داخله، أو كما يقول القديس أمبروسيوس يلزمنا أن نبحث في اجتهاد وبتدقيق في الناموس والأنبياء والإنجيل ليعلن لنا المسيح.
ج. يركز القديس أمبروسيوس في شيء من الإفاضة عن تفسير "الخميرة" بكونها "تعليم الكنيسة" الذي يختلف عن خمير الكتبة والفريسيين الذي هو الرياء، (مت 16: 6). يقول الرسول بولس: لنعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخمير الشر والخبث بل بفطير الإخلاص والحق (1 كو 5: 8). خلال خمير الكنيسة الذي هو التعليم الإنجيلي تختمر الثلاثة أكيال الدقيق التي هي جسد الإنسان ونفسه وروحه، فيتمتع بقداسة الحياة في كل جوانب حياته. عمل الكنيسة في حياة الإنسان يمتد إلى كيانه كله، ليسلك الجسد في خضوع للنفس والروح تحت قيادة الروح القدس. هذا يؤيده قول الرسول بولس: "وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتُحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربَّنا يسوع" (1 تس 5: 23).
تقدَّم الكنيسة خميرتها التي هي تعليم السيِّد المسيح الذي يهبنا وحدة داخليَّة، فلا يعود يشتهي الجسد ضد الروح، ولا الروح ضد الجسد (غل 5: 17). هذه الوحدة التي نتمتع بعربونها في هذا العالم حين نسلك ونحن بعد في الجسد ليس حسب الجسد بل حسب الروح كقول الرسول، لننعم بكمالها في القيامة. يقول القديس أمبروسيوس:بهذا نستطيع أن نحفظ شركة الجسد والروح والنفس معًا في القيامة بلا فساد.
لنسلك هنا بهذا العربون كقول السيِّد المسيح نفسه: "إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فإنه يكون لهما من قبل أبي الذي في السماوات" (مت 18: 19). إذ يرى البعض أن الاثنين هما الجسد والنفس حين يتفقا معًا تحت قيادة روح الرب، فتنزع عنهما العداوة، ويحل الحب الحق في النفس كما في الجسد، ويتجلَّى المسيح في الإنسان ككل. هذا ويؤكد السيِّد أنه إذا اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمه يكون في وسطهم... هذا الاجتماع هو علامة وحدة الإنسان وتكامله جسديًا وروحيًا ونفسانيًا في الرب.
أما القديس كيرلس الكبير فيُعلِّق على هذا التشبيه بقوله:
الخميرة صغيرة في حجمها لكنها تؤثر على العجين كله، وبسرعة تهبه سماتها، هكذا كلمة الله تعمل فينا عندما تحلّ فينا، فتجعلنا قدِّيسين وبلا لوم، وتخترق ذهننا وقلبنا وتجعلنا روحيين، وكما يقول بولس: "لتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربَّنا يسوع المسيح" (1 تس 5: 23). هذا ويظهر إله الكل أن الكلمة الإلهيَّة تنسكب في أعماق فهمنا. إذ يقول خلال أحد أنبيائه القدِّيسين: "ها أيام تأتي يقول الرب وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدًا جديدًا، ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم يوم أمسكتهم بيدهم لأخرجهم من أرض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب، بل هذا هو العهد الذي أقطعه مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب، أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم" (إر 31: 31-33). هكذا نتقبل في ذهننا وفي فهمنا الخميرة العاقلة الإلهيَّة، لكي بهذه الخميرة الثمينة المقدَّسة والنقيَّة نوجد فطيرًا روحيًا، لا نحمل في داخلنا شر (خمير) العالم. تدخل قوَّة الكرازة بالإنجيل الواهبة الحياة إلى ذهننا، فتغّير النفس والجسد والروح، لنحمل سمات الإنجيل، فنصير طاهرين وقدِّيسين وشركاء المسيح.
مثل الخميرة والعجين
يشبه عمله الإلهي في حياة قطيعه الجديد بالخميرة الصغيرة القادرة أن تغير طبيعة العجين كله، قائلًا: "بماذا أشبه ملكوت الله؟ يشبه خميرة أخذتها امرأة وخبأتها في ثلاثة أكيال دقيق حتى اختمر الجميع"
من هي المرأة إلا جسد الرب؟ وما هي الخميرة إلا الإنجيل؟ وما هي الثلاثة أكيال إلا كل الأمم الذين جاءوا من أبناء نوح الثلاثة؟
الثلاثة أكيال دقيق التي تحدَّث عنها الرب هي الجنس البشري. تذكر الطوفان، إذ لم يبقَ سوى ثلاثة، فمنهم جاء كل البشر. كان لنوح ثلاثة أبناء بهم تجدد الجنس البشري.
المرأة التي خبأت الخميرة هي الحكمة.
ها العالم كله يصرخ في كنيسة الله: "قد عرفت أن الرب عظيم" (مز 135: 5)، لكن دون شك قليلون هم الذين يخلصون... جاهد أن تدخل من الباب الضيق (لو 13: 24)... خلاله قليلون يستطيعون الدخول منه ++ القديس اغسطينوس
يليق بنا أن نفهم المرأة أنها النفس، وأما الثلاثة أكيال فهي جوانبها الثلاثة: العقل، العواطف، الرغبات.إن أخفى إنسان كلمة الله في هذه الثلاثة جوانب، يصير كل ما فيه روحيًا، فلا يدخل في حوار بعقله ولا بغضبه أو رغبته، إذ يتغير الكل بلا حدود ويتشكل حسب كلمة الله. ++الأب ثيؤفلاكتيوس
يقدَّم لنا القديس أمبروسيوس في تعليقاته على إنجيل لوقا عدة تفاسير لهذا المثل كانت منتشرة في عصره، نذكر منها:
أ. يرى البعض أن السيِّد المسيح نفسه هو "الخميرة"، الذي تقدَّمه الكنيسة - المرأة هنا - ليخمرنا نحن الدقيق بفضيلته، فنحمل سماته فينا... جاء كلمة الله متجسدًا يحمل طبعنا البشري، لكن بقوَّة لاهوته يعمل فينا، لا ليغير منظرنا الخارجي المجرد بل طبيعتنا الداخليَّة، إذ يقول: [الخميرة تغيّر طبيعة الدقيق وليس مجرد مظهره هكذا يعمل المسيح فينا.
إن كانت هذه المرأة (لو 13: 20-21) تشير إلى الكنيسة المقدَّسة، فنحن دقيق الكنيسة، يجب أن يختفي الرب في أعماق نفوسنا لنقبل حقيقة الحكمة السماويَّة في داخلنا.
ب. يرى البعض أن الثلاثة أكيال دقيق التي تقبلت الخميرة تشير إلى الناموس والأنبياء والإنجيل، حيث كان المسيح مختفيا خلال رموز الناموس ونبوات الأنبياء وظاهرًا خلال كرازة الإنجيل.. هكذا يليق بالمؤمن أن يحمل في قلبه هذه الأكيال الثلاثة ليتكشف مسيحه في داخله، أو كما يقول القديس أمبروسيوس يلزمنا أن نبحث في اجتهاد وبتدقيق في الناموس والأنبياء والإنجيل ليعلن لنا المسيح.
ج. يركز القديس أمبروسيوس في شيء من الإفاضة عن تفسير "الخميرة" بكونها "تعليم الكنيسة" الذي يختلف عن خمير الكتبة والفريسيين الذي هو الرياء، (مت 16: 6). يقول الرسول بولس: لنعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخمير الشر والخبث بل بفطير الإخلاص والحق (1 كو 5: 8). خلال خمير الكنيسة الذي هو التعليم الإنجيلي تختمر الثلاثة أكيال الدقيق التي هي جسد الإنسان ونفسه وروحه، فيتمتع بقداسة الحياة في كل جوانب حياته. عمل الكنيسة في حياة الإنسان يمتد إلى كيانه كله، ليسلك الجسد في خضوع للنفس والروح تحت قيادة الروح القدس. هذا يؤيده قول الرسول بولس: "وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتُحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربَّنا يسوع" (1 تس 5: 23).
تقدَّم الكنيسة خميرتها التي هي تعليم السيِّد المسيح الذي يهبنا وحدة داخليَّة، فلا يعود يشتهي الجسد ضد الروح، ولا الروح ضد الجسد (غل 5: 17). هذه الوحدة التي نتمتع بعربونها في هذا العالم حين نسلك ونحن بعد في الجسد ليس حسب الجسد بل حسب الروح كقول الرسول، لننعم بكمالها في القيامة. يقول القديس أمبروسيوس:بهذا نستطيع أن نحفظ شركة الجسد والروح والنفس معًا في القيامة بلا فساد.
لنسلك هنا بهذا العربون كقول السيِّد المسيح نفسه: "إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فإنه يكون لهما من قبل أبي الذي في السماوات" (مت 18: 19). إذ يرى البعض أن الاثنين هما الجسد والنفس حين يتفقا معًا تحت قيادة روح الرب، فتنزع عنهما العداوة، ويحل الحب الحق في النفس كما في الجسد، ويتجلَّى المسيح في الإنسان ككل. هذا ويؤكد السيِّد أنه إذا اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمه يكون في وسطهم... هذا الاجتماع هو علامة وحدة الإنسان وتكامله جسديًا وروحيًا ونفسانيًا في الرب.
أما القديس كيرلس الكبير فيُعلِّق على هذا التشبيه بقوله:
الخميرة صغيرة في حجمها لكنها تؤثر على العجين كله، وبسرعة تهبه سماتها، هكذا كلمة الله تعمل فينا عندما تحلّ فينا، فتجعلنا قدِّيسين وبلا لوم، وتخترق ذهننا وقلبنا وتجعلنا روحيين، وكما يقول بولس: "لتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربَّنا يسوع المسيح" (1 تس 5: 23). هذا ويظهر إله الكل أن الكلمة الإلهيَّة تنسكب في أعماق فهمنا. إذ يقول خلال أحد أنبيائه القدِّيسين: "ها أيام تأتي يقول الرب وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدًا جديدًا، ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم يوم أمسكتهم بيدهم لأخرجهم من أرض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب، بل هذا هو العهد الذي أقطعه مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب، أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم" (إر 31: 31-33). هكذا نتقبل في ذهننا وفي فهمنا الخميرة العاقلة الإلهيَّة، لكي بهذه الخميرة الثمينة المقدَّسة والنقيَّة نوجد فطيرًا روحيًا، لا نحمل في داخلنا شر (خمير) العالم. تدخل قوَّة الكرازة بالإنجيل الواهبة الحياة إلى ذهننا، فتغّير النفس والجسد والروح، لنحمل سمات الإنجيل، فنصير طاهرين وقدِّيسين وشركاء المسيح.