من تامل اعمال الرسل 10 ++ القمص تادرس يعقوب
حديث للقدّيس بطرس
"ففتح بطرس فاه، وقال، بالحق أنا أجد أن اللَّه لا يقبل الوجوه".
يقدم لنا القديس لوقا مختصرًا لحديث بطرس أو لعظته التبشرية لكرنيليوس وأسرته وأصدقائه.
بقوله: "فتح بطرس فاه"، يعبر القديس لوقا عن أفواه الرسل التي كانت مغلقة بالنسبة للأمم الغرل، لم يكن لديهم ما ينطقون به إليهم، لكن الروح القدس فتح أفواههم للحديث ووهبهم تصريحًا بالكرازة لهم، بل وتكلم هو بنفسه خلال أفواههم.ما بدأ ينطق به القدّيس بطرس هو حديث جديد من نوعه، لم يكن يخطر على فكره، ولا استعد له بحكمة بشريّة، لكنّه حديث الروح القدس على فمه.
"لا يقبل الوجوه"، أي لا يقدم إحسانًا لشخصٍ ما من أجل رتبته أو أسرته أو غناه أو لسببٍ شخصيٍ خاص به. فقد ظن اليهود أنهم دون سواهم لهم حق التمتع بإحسانات الله، لا لشيء إلا لأنهم نسل إبراهيم حسب الجسد، ولأنهم يهود. ظنوا أن الخلاص خاص بهم دون سواهم.
نجد ذات التعليم في رو 2: 11؛ أف 6: 9؛ كو 3: 25. إنه يؤكد أن الله لا يخلص الإنسان لمجرد أنه يهودي ولا لأنه متعلم أو غني أو صاحب كرامة، إنما حسب شوقه الداخلي الجاد للخلاص. إنه لن يسمح بهلاك إنسانٍ لمجرد أنه أممي، بل من أجل إصراره على مقاومة الحق، ورفض نعمة الله المجانية.
إن كان الله لم يغفل المجوس ولا الإثيوبي (الخصي) ولا اللص ولا الزانية فبالأكثر لا يتغاضى عن الذين يعملون البرّ.
لاحظوا تدبير عناية الله. فإنه لم يسمح بأن ينتهي الحديث، ولا أن المعمودية تُمارس بأمرٍ من بطرس، بل أوضح الله كيف أن أذهانهم عجيبة، وقد بدأ عمل التعليم، وقد آمنوا بالتأكيد أن المعمودية لغفران للخطايا. لهذا حلّ الروح القدس عليهم فورًا. لقد تم ذلك بتدبير الله لكي يسند بطرس، ويجد أساسًا لتدبير موقفه. لم يحلّ الروح القدس عليهم فحسب، بل وجعلهم يتكلمون بألسنة، الأمر الذي أدهش الحاضرين. هذا الأمر لم يكن يحبه الكل، أن الكل لله، ويمكن القول بالنسبة لبطرس أنه كان حاضرًا لكي يتعلم معهم الدرس، وأنهم هم الأشخاص الذين يتحقق معهم هذا. لأنه بعد كل هذه الأحداث العظيمة بقي البعض في قيصرية وأورشليم يتساءلون عما حدث.
لا يُظهر اللَّه محاباة للأشخاص، إنّه يحكم بالأعمال. يقول بولس أن اليهود يختلفون عن الأمم، لا في أعمالهم بل في أشخاصهم فقط. وأنّه ليس بسبب هذا واحد يُكرّم والآخر يُهان. إنّما من الأعمال تحلّ الكرامة أو الإهانة ++ القديس يوحنا الذهبي الفم
فاض أيضًا بطرس العظيم بالسوّسن المنير لكلمة اللّه عندما كان في منزل كرنيليوس، وملأ مستمعيه بالمرّ. وعندما استقبلوا كلمة اللّه دُفنوا مع المسيح، وأماتوا أنفسهم بالنسبة لهذه الدنيا (أع 34:10-48). وتوجد أمثلة كثيرة في حياة القديسين. لأنهم أصبحوا فم الكنيسة العام، وملأوا مُستمعيهم بالمرّ الذي أمات أهواءهم وحملوا ثمارًا بسوّسن الكلمة++ القديس غريغوريوس النيسي
"بل في كل أمة الذي يتقيه،ويصنع البرّ مقبول عنده".
هنا يؤكد أن إحسانات الله ليست محدودة باليهود، بل ممتدة إلى كل الأمم يتمتع بها من يُكرم الله ويحفظ وصاياه، ذاك الذي يتعبد لله مشتهيًا الشركة معه كصديقٍ له. لم يقل: "في كل دين"، بل "في كل أمّة"، فالباب مفتوح لكل الشعوب، لكن الخلاص يلتزم الإيمان الحقيقي الصادق. ففي يوم الرب العظيم لا يُسال الإنسان عن جنسه، من أي أمّة هو قادم.
"يصنع البرّ"، أي يلتزم بالسلوك مع إخوته حسب برّ الله بغير ممارسة للظلم.
تعلم القديس بطرس من الرؤيا أنه لا يدعو إنسانًا ما نجسًا أو دنسًا، ولا يميز بين يهودي ويوناني، فالله لا يحابي اليهودي على حساب الأممي. هذا التعليم وإن بدا جديدًا على ذهن الرجل اليهودي، لكن الله سبق فأعد لهذا المبدأ في العهد القديم، إذ يقول: "ألستم لي كبني الكوشيين يا بني إسرائيل، يقول الرب؟ ألم أُصعد إسرائيل من أرض مصر، والفلسطينيين من كفتور، والآراميين من قير؟" (عا ٩: ٧).
يرى القديس إكليمنضس السكندري أن أبواب الرب مفتوحة، يدخل فيها الأبرار من كل الأمم (مز 118: 19-20)، وأن الرب على المياه الكثيرة (مز 39: 3)، لأن التعاليم المتباينة تقدم لليونانيين والبرابرة تقودهم إلى البرّ.
بحق يقول الكتاب المقدس: "الثور والدب يرعيان معًا" (إش 11: 7)، لأن اليهودي يُشار إليه بالثور، إذ هو تحت النير ويُحسب طاهرًا حسب الشريعة، والثور له ظلف مشقوق ويجتر. ويُرمز للأممي بالدب الذي هو نجس ومفترس... فمن يهتدي من الأمم، يتشكل من الافتراس إلى الوداعة بواسطة الكلمة، وإذ يُروض يصير طاهرًا كالثور ++ القديس إكليمنضس السكندري
"طوبى لكل من يتقي الرب" (مز 128: 1). تعلن الكلمة المُوحى بها الطوبى ليس لذاك الذي من صُلب إبراهيم، ولا من ذرية إسرائيل، بل للشخص الذي يتزين بالمخافة (التقوى) الربانية.
"هكذا يُبَارك الرجل المتقي الرب" (مز 128: 4). الله هو ديان السلوك لا الجنس. هكذا هو الطريق الذي به كافأ الله أيوب بالإكليل، الذي هو من نسل عيسو. هذا هو الطريق الذي به قاد أبيمالك إلى الحق (تك 21: 22، 26). هذا هو طريق الخصي، طريق كرنيليوس، وطريق كل الأمم ++ الأب ثيؤدورت أسقف قورش
حيثما تصنع يد البار رحمة، تراقبها عين اللَّه. وحيثما يصلّي لسانه يجتذب الأذن الإلهية للاستماع، وكمثال لذلك صلاة كرنيليوس قد نالت مكافأة ++++ أندرياس
كتب القديس جيروم رسالة تعزية إلى سالفينا Salvina إحدى نساء القصر الإمبراطوري لوفاة زوجها Nebridius مقارنًا إياه بقائد المئة كرنيليوس.
كعسكري، نيبريديوس لم يصبه أي ضرر من ثوبه العسكري ولا من حزام السيف وفرق المنظمة، بينما كان يلبس الزي الخاص بالقصر الإمبراطوري كان اسمه مسجلًا في قائمة خدمة الله ++ القديس جيروم
تُدعى الكنيسة الفندق الذي يُقبل الكل ويتّسع للكل، بعكس المفهوم الضيق للناموس اليهودي والعبادة الشكليّة. فبدلًا من أن تسمع القول: "ولا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب" (تث 32:3)، تسمع: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم" (مت 28: 19). وأيضًا: "في كل أمة الذي يتّقيه ويصنع البرّ مقبول عنده" ... المسيح الذي يحب الفضيلة يقبل كل الذين يجتهدون في المساعي الصالحة ++ القديس كيرلس الكبير
يظهر بولس أن اللَّه لا يرفض اليهود ولا الأمم إن آمنوا بالمسيح، بل الكل يتبرّرون بالإيمان ++ إمبروسياستر
يُقال عن اللَّه أنّه بعيد عن الأشرار كقول الأمثال (15: 19)... وكما أن الأشرار بعيدون عنه، هكذا هو قريب من القدّيسين ++ القديس جيروم
"الكلمة التي أرسلها إلى بني إسرائيل، يبشر بالسلام بيسوع المسيح، هذا هو رب الكل".
إذ كان السامعون من الأمم أظهر أنهم وإن كانوا مهتمين بإنجيل المسيح الذي هو غاية الكلمة التي أرسلها لبني إسرائيل، فإن هذا الموعود به في العهد القديم إنما هو رب الكل، وليس خاصًا بإسرائيل وحده. حقًا لقد جاءت الكلمة لإسرائيل من أجل التمتع بالسلام الداخلي في الإنسان كما مع أخيه في المسيح يسوع، وبالتالي بين اليهود وإخوتهم الأمم.
يعلن القديس بطرس أن العطية المقدمة لبني إسرائيل هي ظهور الكلمة المتجسد يسوع المسيح، حيث بشرت الملائكة بالسلام، لأمة اليهود وحدها، بل للعالم كله، لأن المتجسد "هو رب الكل". لقد بشرت الملائكة كل البشرية: "المجد الله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة" (لو ٢: ١٣-١٤). تشهد السماء نفسها أن السيد المسيح قد جاء للناس ككل وليس لليهود وحدهم. وقد عبّر عن ذلك القدّيس بولس في صورة مبدعة للغاية: "ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلًا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح، لأنّه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدًا، ونقض حائط السياج المتوسّط، أي العداوة، مبطلًا بجسده ناموس الوصايا في فرائض، لكي يخلق الاثنين في نفسه إنسانًا واحدًا جديدًا، صانعًا سلامًا، ويصالح الاثنين في جسدٍ واحدٍ مع اللَّه بالصليب، قاتلًا العداوة به، فجاء وبشّركم بسلام أنتم البعيدين والقريبين الخ." (أف2: 13-17).
لكن عندما يقول "الكل"، هل تستثني ربوبيته على أحد، لأنه سواء ملائكة أو رؤساء ملائكة أو رئاسات أو سلاطين أو أي مخلوق آخر دعاه الرسول، يخضع الكل لربوبية الابن +++ القديس كيرلس الأورشليمي
كانوا في وقتٍ ما بعيدين عن المسيح الخالق، وعن طريق الإسرائيليّين، والعهود، والرجاء في الوعد، واللَّه نفسه. كانوا يومًا ما بعيدين، الآن صار الأمم ملتصقين بالمسيح في الأمور التي كانوا بعيدين عنها.
وُلد بطريقة فريدة من عذراء بالروح القدس. وُلد لكي يصالح كلًا من الأمم واليهود مع اللَّه، فكلاهما أخطأ في حق اللَّه. صالحهما في جسدٍ واحدٍ بالصليب. قتلت العداوة بهذا الأسلوب. تمّت المصالحة في جسده إذ تألّم على الصليب ++ العلامة ترتليان
صار أولئك الذين يعرفون الناموس الروحي ويعيشون به في رعويّة إسرائيل أكثر من الإسرائيليين حسب الجسد فقط ++ العلامة أوريجينوس
إنّه يصالح الاثنين، أي الذين من أصل أممي والذين من أصل يهودي، صالحهما في جسدٍ واحدٍ قُدّم عن الكل، لكي يصيروا في النهاية جسدًا واحدًا. إنّه يدعو كل المؤمنين إنسانًا واحدًا، لأن المسيح ربّنا هو الرأس الواحد، والذين يتمتّعون بالخلاص يقومون بدور الأعضاء ++ الأب ثيؤدورت أسقف كورش
"أنتم تعلمون الأمر الذي صار في كل اليهودية، مبتدئًا من الجليل بعد المعمودية التي كرز بها يوحنا".
بعد أن شهدت السماء للعطية الفائقة: "مسيح الجميع" بدأ القديس بطرس يروي قصة السيد حيث ظهر في اليهودية واعتمد، ثم انتقل إلى الجليل ليختار تلاميذه، ويبدأ الخدمة.
إذ لم تكن قيصرية بعيدة عن الجليل، فحتمًا قد بلغت أخبار أعمال السيد المسيح ومعجزاته الفائقة في الجليل إلى سكان قيصرية، لهذا يقول: "أنتم تعلمون".
"يسوع الذي من الناصرة، كيف مَسحَه اللَّه بالروح القدس والقوّة، الذي جال يصنع خيرًا، ويشفي جميع المتسلط عليهم، إبليس، لأن اللَّه كان معه".
أعلن الآب أنه قد مسح يسوع الناصري بالروح القدس والقوة، إنه المسيا، جال يصنع خيرًا ويحرر من تسلط عليهم إبليس. فإن كان في ميلاده قد بشرت السماء الأرض كلها، والبشرية بأجمعها، فالسيد في خدمته جاء ليخلص العالم من رئيس هذا العالم الشرير، إبليس. فإن كانت الأمم قد سقطت أسرى لهذا العدو، فالسيد قد جاء ليحررهم منه كما حرر الذين تسلط عليهم من اليهود.
هنا يتحدث عن قصة السيد المسيح وأعماله وأهدافه في اختصارٍ شديدٍ دون سرد لقصصٍ أو معجزاتٍ معينة، مما يشير إلى أن السامعين، خاصة قائد المئة، كانت لهم دراية وافية عما فعله السيد المسيح، وأن عمل القديس بطرس هو الكشف عن خطة السيد في كل هذه الأعمال.
نزول الروح عليه في الأردن إنّما كان نزولًا علينا نحن، بسبب لبسه جسدنا.
وهذا لم يصر من أجل ترقي اللوغوس، بل من أجل تقديسنا من جديد، ولكي نشترك في محبته، ولكي يُقال لنا: "ألستم تعلمون أنكم هيكل اللََّه، وروح اللََّه يسكن فيكم؟" (1 كو 3: 16)
فحينما اغتسل الرب في الأردن كإنسانٍ، كنّا نحن الذين نغتسل فيه وبواسطته. وحينما اقتبل الروح، كنّا نحن الذين صرنا مقتبلين للروح بواسطته. ولهذا السبب، فهو ليس كهرون أو داود أو الباقين، قد مُسح بالزيت هكذا، بل بطريقة مُغايرة لجميع الذين هم شركاؤه، أي بزيت الابتهاج (مز 45: 7-8)، التي فُسّر أنه يعني الروح قائلًا: "كيف مسحه اللَّه بالروح القدس"
متى قيلت عنه هذه الأشياء، إلا عندما صار في الجسد، واعتمد في الأردن، ونزل عليه الروح (مت 3: 16)؟ وحقًا يقول الرب لتلاميذه إن "الروح يأخذ مما لي" (يو 16: 14)، و"أنا أرسله" (يو 16:7)، و"اقبلوا الروح القدس" (يو 20: 22). إلا أنه في الواقع هذا الذي يُعطي للآخرين ككلمة الآب وبهاءه، يُقال الآن أنه يتقدّس يسوع، وهذا من حيث أنه قد صار إنسانًا، والذي يتقدّس هو جسده ذاته ++ البابا أثناسيوس الرسولي
الذي قام بمسحه ملكًا ليس إنسانًا بل الله الآب نفسه، وقد جال لا ليسيطر ويتسلط بل ليحرر من الأمراض ومن قوة إبليس.
"ونحن شهود بكل ما فعل في كورة اليهودية وفي أورشليم، الذي أيضًا قتلوه،معلِّقين إيّاه على خشبة".
إن كان الله قد أرسل الكلمة لليهود أولًا، فإن الرسل يشهدون أنهم قد صلبوه على أرض يهودية خارج أورشليم.
"هذا أقامه اللَّه في اليوم الثالث، وأعطى أن يصير ظاهرًا".
بعد أن تحدث عن غاية ميلاده، ثم عماده، واختياره للرسل، وخدمته لصالح البشرية وتقديم النصرة لهم على عدو الخير، تحدث عن عمله الخلاصي بالصليب والقيامة في اليوم الثالث. وهنا يركز القديس على تأكيد القيامة، وأنها تكشف عن أمور تمس مستقبل كل البشرية، فهي تؤكد أنه ديان الأحياء والأموات، وأن فيه تحققت النبوات لينال كل من يؤمن به غفران الخطايا. إنه ذبيحة الفصح الحقيقي، الذي وُضع إثم كل البشرية عليه.
لقد ظهر السيد المسيح القائم من الأموات لكثيرين علانية، فقيامته حقيقة لا يمكن أن يُشك فيها، ليس فيها خداع.
"ليس لجميع الشعب، بل لشهودٍ سبق اللَّه فانتخبهم لنا، نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات".
لقد تم الصلب علانية أمام الجماهير، لعلهم يدركون أنه المسيا الذي فيه تحققت النبوات، فيقبلونه ويؤمنون بخلاصه العجيب. أما قيامته، فأعلنها لكثيرين من أهل الثقة والمشتاقين إلى اللقاء معه، لطالبي الحق.
أكد قيامته ليس بظهوراته فحسب، وإنما أكل التلاميذ معه وشربوا بعد قيامته.
"وأوصانا أن نكرز للشعب،ونشهد بأن هذا هو المعين من اللَّه ديانًا للأحياء والأموات".
إن كان كرنيليوس ومن معه لم يتمتعوا بمجيء السيد المسيح للخلاص، فهو قادم سيلتقي بمن يكونوا أحياء يوم مجيئه وأيضًا يلتقي بالراقدين (1 تس4: 16، 17؛ 1 كو 15: 52)، يأتي ديانًا ليهب مؤمنيه شركة المجد، وأما رافضوه فيسقطون تحت الدينونة.
سيأتي في مجيئه الأخير على السحاب ليدين الأحياء والأموات، وذلك كما بشّر من السحاب في صوته الأول الذي أعلنه في الأناجيل: "يبصرون ابن الإنسان آتيّا على سحاب السماء بقوّةٍ ومجدٍ كثيرٍ" (مت 24: 30)... لقد جاء أولًا في الكرازة، وملأ كل العالم المتّسع. ليتنا لا نقاوم مجيئه الأول حتى لا نرتعب عند مجيئه الثاني ++ القديس أغسطينوس
السلام لك يا ملك كل الأحياء! السلام لك يا ديّان كل الأموات!
تجلس على العرش عن يمين أبيك، في القوّة العلويّة. من هناك تدين الخطاة، فستأتي يومًا ما. ++ برودنتيوس
دعا بولس اللَّه "الآب" لأنّه لا يدين أحدُا، لكنّه دعا الابن "الرب" لأنّه الديّان. إنّه يدعو اللَّه "الآب" ليُشير إلى حمايته لنا. ويدعو الابن "الرب" لكي نُدرك أنّنا دُعينا أبناء خلال صلاح اللَّه وأن يسوع هو اللَّه الحقيقي بالطبيعة وهو ربّنا ++ سفيريان أسقف جبالة
"له يشهد جميع الأنبياء،أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا".
بقيامته أُعلن أن الذبيحة المقدمة باسم كل البشرية الأحياء والأموات قد قًبلت، لينال كل مؤمنٍ غفران خطاياه. وبقوله: "كل من يؤمن به" يرفع الامتياز الذي خص اليهود وحدهم، ليصير امتيازًا عامًا لكل البشرية. فالإيمان ليس حبيس أمة معينة، والوعود الإلهية ليست قاصرة على شعب خاص.