من عطف الله علي الانسان ++ البابا شنوده الثالث



من كتاب حياة الرجاء++ البابا شنوده الثالث

من عطف الله علي الانسان

إن البشرية الضعيفة المسكينة الساقطة،، سندها الله بالأنبياء.

حتى عندما رفضوه. أتي ليجتذبهم إليه.. عندما تركوه، وحفروا له آبارًا مشققة لا تضبط ماء (أر 2: 13)، لم يتركهم بل حدثهم عن ينبوع المياه الحية.. ولما عبدوا العجل الذهبي، وقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر (خر 32: 4).. لم يفنهم الرب، بل رجع عن حمو غضبه، وقبل شفاعة موسي النبي فيهم.. ولا يزال الرب يصبر ويحتمل، ويقيم الساقطين ويحل المربوطين (مز 145).

في صغر نفسك قد تيأس من خلاصك! ولكن الله لا ييأس من اجتذابك إليه.

لقد جاء يطلب ويخلص ما قد هلك (لو 19: 10). سعي وراء العشارين والخطاة وجلس علي موائدهم. وقال "ما جئت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلي التوبة"، "لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضي" (لو 5: 31، 32).. مدح العشار الذي لم يجرؤ ان يرفع عينيه إلي فوق، وقد وقف من بعيد.. وفضله علي الفريسي، وخرج من عنده مبررًا (لو 18: 13، 14).

كذلك شجع الله صغار السن، والخائفين من المسئولية:

لما قال أرميا "إني لا أعرف أن أتكلم لأني ولد "قال له الرب "لا تقل إني ولد.. لا تخف من وجوههم، لأني أنا معك لأنقذك يقول الرب "ومد الرب يده ولمس فم ارميا وقال له "ها قد جعلت كلامي في فمك. انظر. قد وكلتك هذا اليوم علي الشعوب وعلي الممالك،لتقلع وتهدم، وتهلك وتنقض، وتبني وتغرس" (أر 1: 6-10). ثم شجعه بالأكثر وقال له "هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة محصنه وعمود حديد وأسوار نحاس علي كل الأرض... فيحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني انا معك يقول الرب لنقذك" (أر 1: 18، 19).